المقدمة
تعد الجزر الرسوبية احدي الظاهرات االرساب النهري والتي تنتشر في كافة المجاري النهرية بكلالبيئات المناخية )الباردة، وشبة الباردة ،المعتدلة،الجافة،وشبة الجافة( وان كانت تختلف في كثافتها وابعدها باختالف العوامل المؤثرة في نشاتها وفي جريان النهر ،فطالما هنالك نهر يتدفق فالبد له من حمولة ينقلها للحفاظ علي توازنه الهيدروليكي اثناء الجريان،وعندما يصل المجري الي مرحلة النضج فانه يميل تشكيل ظاهرات االرساب بدال من ظاهرات النحت،وهو في ذلك الي ترك النحت كليا،وانما يصبح هناك سيادة لظاهرات االرساب وذلك لما تيارالماء من ضعف قوته واتساع المجري ولطف االنحدار الذي وصل قطاعه االدني،كل ذلك من شانه ان يجير التيار النهر علي طرح حمولته علي قاع المجري في صورة حاجز رملي صغير ال يلبث ان يزداد حجما افقيا وراسيا مع تكرار الفضيانات المتعاقبة والتي تتسبب في رفع منسوب الحواجز لتعلوا فوق منسوب سطح المياه بالمجري وبالتالي ظهورها كجزر رسوبية.وخالل اوائل الثمانيات توزع في مجري النيل نحو 347 جزيرة رسوبية بارزة،انتشرت علي طول مجري النيل بين خزان اسوان والمصب.وقد وشغلت هذة الجزر في جملتها مساحة نحو 42,6 الف فدان،وفي الوقت الراهن في اثر تخفيض احجام التصريف وضبط مناسيب المياه في المجري فقد انضم الكثير من الجزر الي السهل الفيضي،كما انضم الكثير من الجزر لبعضها البعض. وفي المقابل نشاتجزر عديدة ضغيرة المساحة )359 جزيرة( لتضاف الي ما بقي من جزر قديمة لم تنضم الي السهل الفيضي )133 جزيرة(. وليرتفع بذلك عدد الجزر في مجري النيل في الوقت الراهن الي 492جزيرة، وتشغل مجتمعة نحو 37,6 الف فدان، تستحوذ منها الجزر الحديثة علي نحو 6374 فدانا، اغلبها عبارة عن مخاضات او مستنقعات رملية وطنية ال تتجاوز كثيرا مستوي سطح مياه النهر، وتنمو بها االعشاب والنباتات المائية.